هل دنستُ الحبَ يوماً
بكلماتي الهزيلةِ البلهاء
أو لونتهُ بلون رمادي داكن
بعد أن كان بحلتهِ الدافئة الحمراء
أو قلمتُ براعمه الخضراء
هل ترى كان كلُ هذا سواء
جعل أيامي ظالمة ظلماء
وأحلمي وأنجمي حزينة سوداء
بفاجعة قوية مزلزلة نكراء
حين ما أبدى لي الحب العداء
بعد أن كنا أحبة سعداء
في مسيرة تآلف وعطاء
وكل ما كان بيننا أصبح هباء
كغبار أصفر حجب السماء
وحارب الأمل وعادى الضياء
كل هذا لأني كنتُ دائماً فيه مقرون
وكنت فيه مفتون ...
حتى شاع خبري بين الناس مجنون
جنون وأي جنون
هل كان ذنبي أن قلبي حنون
وبالأحلام متورط و مسجون
لكني لم أتكلم بل كانت ترويه عني العيون
وتسدلُ ستاره الجفون
لا أعلم
لربما أني أطلقت له العنان
وأعطيتهُ الحنان
فأعلن التمرد والعصيان
وكافأني بالنكران
ومهما الذي جرى وكان
لم أنسى منه ساعة هذيان
وأيام ألهبني فيها كبركان
وأجرى لي اللسان
وأشعرني بأني إنسان
ولاكن ولاكن
كان دوائي النسيان
ولجمُ العواطف الدفينة والكتمان
هل هذا جزاء الصدق والعرفان
فأولا بي من بعده الأكفان
وبين تنهد وزفير
أعلن قلبي النفير
وشعرت بموقف خطير
وأنا للذكرى مقيد وأثير
ونحو هاويتي أسير
وإذا بحمامة بيضاء تطير
من بين أشجار وغدير
بريح مسك وعبير
ثم دنت وحطت السرير
وهمست لقد أتعبني المسير
وأنا رسول الحب إليك سفير
هل جئتِ كي تشهدي المصير
قالت معاذ الله ما أنا إلا بشير
وأرسلني بمهمة لهذا الوزير
بكتاب و بالصلح يُشير
وألقت إلي مخطوط حرير
يروي قصص العشق والأساطير
شرائع الحب فيهِ وكل الدساتير
هدية من ملك العشق الشهير
وبيان بأنك للملك مقرب ونظير
وأن قلبك ما يزال كبير
فناديت أن قلبي كسير
بل صارخ متألم يستجير
وبالحبِ ليس بخبير
هون عليك
لقد تعينت للحب أمير
وبالمهمة مكلف و جدير
وما جرى كان امتحان صغير
فصحوتُ من حلمي المثير
بدهشة
وناديت بفرحة يا حبيبتي
لقد توجت أمير
نِعمَ الملكُ بما حَكم
ملكٌ قد جاد بالكرم
وأعطى للحب الحِكم
فسأبني الذي انهدم
وأرفع رايته علم
خفاقة عالية بين الأمم
وأسامح كل من قال عني جن وابتسم
وأحرر الحب من كل من ظلم
وهذا علي عهد و بين العالمين قسم