وحده القلب يبصر جيدا فالأمور المهمة لاتراها العين)
انه لامر معقول أن نعتني بما تحب .
إذا اعتنيت جيدا بعملك يعود عليك بكسب أوفر .
واعتن جيدا ببدنك فتبقى في صحة افضل .
أما عنايتك جيدا بزوجتك فتجعلها افضل معينة لك ...
يقع هذا الكلام في الآذان وكأن ضرب من حب الذات مريع !
العناية الفائقة با لعمل والبدن مفيدة ، لكن عندما توجه اهتمامك الى الغير لما تعتبر ذلك استغلالا ؟ في وسعك أن تهمل زوجتك الإهمال كله ، ولكن لا تدع أبدا مجالا للقول انك تستغلها !
هذا المفهوم للزواج يقلقنا و يزعجنا ، لأننا لا نقدر حقا كم هو أساسي .
نحن نعتبر الزواج بكل بساطة علاقة بين شخصين ،هذا المفهوم خاطئ ، بل يجب أن يكون الزوج و الزوجة شخص واحد ، وألا لماذا نتزوج ونكون آسرة وننجب البنين والبنات ، أليس من اجل الاستمرار في الحياة ، با لحب تحلا الحياة ،فليست محبة الغير السامية حباً للجسد ،
لان الرجل يحب جسده لحاجة فيه . فهو يحتاج الى جسده ويعتمد عليه في كل ما يفعل . فإذا اراد أن يخدمه جسده خدمه صحيحة وجب عليه أن يعتني به . وهو لا يستطيع أن يهتم بنفسه من غير أن يهتم بجسده ، لانه وجسده واحد . وكذلك عليه أن يهتم بزوجته . فهو وهي شخص واحد وحبه لها تعبير عن حبه لذاته ، فهذا الحب لا ينبع من محبته للغير التي تتسم باللامبالة
(لان ذلك يعني انهما شخصان ، لا شخص واحد )
بل يتبع من اتحادهما ، وبالتالي من المصلحة الشخصية الصادقة
ليس حب الذات انغماساً في الأنانية .
لان حب الذات السامي غير متحفظ وهو متصل بدعوة الإنسان قي الحياة .
كيف احب زوجتي ؟ وماذا علي أن افعل من اجل ذلك على وجه عملي ؟
فما هي حاجات زوجتي ؟ هذا اعرفه بالإدراك الباطني ، بل بشعور مرهف علي أن أنميه .
المرأة تحتاج الى إثبات وجودها كامرأة .
وهي تحتاج قبل كل شيء الى الشعور بأنها امرأته .تحتاج الى إثبات هذه الصفة من الوجهة الجنسية . وهذا يعني اكثر من العلائق الزوجية علماً بان لهذه أهمية كبرى .
غير أن ثقة زوجتك بنفسها كامرأة يجب أن تكون ابعد مدى من ممارسة الجنس .فالتأكيد لهادئ بأنك تحبها وأنها غالية عليك وانك ترغب فيها كامرأة يجب أن يدغدغ قلبها طوال يومها .
وهذا يأتي من أدلة بسيطة .
كان ( شيروان ) يعمل في أحد الشركات مندوباً للمبيعات وقد تعود أن يصمم عمله اليومي في اثناء حلاقة ذقنه . وعندما يرتدي ثيابه ويتجه نحوا الباب يكون غارقاً في التفكير بعمله، فلا يقول لزوجته الى اللقاء إلا نادراً . ولاحظ ذلك صديق له كان يعرج عليه ثلاث مرات في الأسبوع ليقله شيروان في سيارة الشركة.
فقال له : أجد بعض الصعوبة في أن أقول لك ، يا صديقي ، أن الطريقة التي تغادر بها منزلك في الصباح . قمة الأنانية والانحطاط كيف تغادر المنزل دون كلمة الى اللقاء . يا ..!
لمس شيروان الحقيقة في هذه الملاحظة ، فاخذ يتوقف في المطبخ مودعاً زوجته بقبلة . وفي ذات صباح شعر ببعض الانشراح ، فطوق بذراعه خصر زوجته وقال لها : ( أن روعتك تشوقني الى البيت !) فقالت بنظرة وابتسامة : حسناً سأنتظرك .
فقال وقد أدرك سخريتها المازحة التي لم يكن يتوقعها : اظنني عائداً الى البيت باكراً يا حبيبتي .
بعد وقت قصير ، شكر شيروان صديقه الذي أبدى له تلك الملاحظة ، قائلاً : أنى اقدر ملاحظتك الصادقة التي أبديتها لي . فقد بدلت العلاقة بيني وبين زوجتي تبديلاً حقيقياً . وفي الواقع ، فأني أكاد لا اصدق أن ملاحظة صغيرة كهذه الملاحظة استطاعت أن تحدث تبديلاُ ًكهذا التبديل .
هناك روعة في اقتراب المرأة من زوجها أمام الناس لتتأبط ذراعه ،
قائلة بهدوء وتهذيب تام ومن غير كلام : أنا زوجة هذا الرجل
أخيرا ، وهذا هو الأهم لانه يشمل كل شيء أخر ، أن الزوجة تحتاج الى الشعور باعتزاز زوجها بها من اجل ذاتها ، لتحس إنها شخص لها دورها في الحياة و فذ من صنع الخالق ... !