منذ زمن اعتدت على حزم المتاع
اعتدت الا اتمسك بذكرى والا احزن لفراق او وداع
منذ زمن وانا دائماً مستعده للرحيل
بقائى ومكوثى اعلم دائماً انه لن يطيل
دائماً انا متأهبه
مستعده ومنتظره
منتقله من محطه لاخرى
ومن دار لاخرى
حاولت الا اعتاد الاماكن
ففراق الاماكن حزين
وذكريات الاماكن مملؤه بالحنين
من زمن طويل لم يكن لى سوى الرحيل بديل
ولانى كنت مجبره
ولانى كنت بغيرى مقيده
كنت اتظاهر بان الامر لا يعنينى
عند كل رحيل كنت اترك بعض من نفسى هناك
ربما كنت اترك لنفسى اثر
حتى اتتبعه يوماً ما عندما اعود لهناك
ولانى دوماً كنت لا اعود
وجدتنى فى النهايه مبتوره
ممزقه الانحاء
يوماً كنت احمل وعداً
بان هذا سيكون اخر رحيل
ورحلت دون نزاع او جدال
ركنت ببقايا متاعى واحمال ثقال
وصبر فاق صبر الجِمال والجبال
قَـــبّلت حينها الابواب والجدران
وظننت ان تلك ستكون محطتى قبل الاخيره
فالاخيره ستكون فى قبرى حين يأذن الرحمن
سجدت شكراً فى كل ركن من الاركان
وتمنيت ان تكون تلك هى البدايه
ولكل احزان الماضى نهايه
لكن ..........
لم تكن تلك قبل الاخيره
فى رحيلى ذلك رحلت الف مره
باحلام مغدوره واحداث مُره
فى نهايه المطاف
وجدت سكنى ومسكنى
وجدت اخيراً موطنى
حينها عرفت حقاً الى اين انتمى
ولمن انتمى
لم يعد رحيلى او بقائى يحمل اى معنى لى
فروحى اليك راحله
وسنوات عمرى اليك مسافره
آه يا آه
اكسرى حاجز البُعد وزلزلى
ودّعى الاماكن كيفما شئتى ولا تحزنى
فتلك الاماكن لم تعد ملكى
ففؤاد من احب هو وطنى ومؤلى
وللرحيل لا تأبهى ولا تحزنى
لم يبقى لى هناك اى متاع
ولا عندى رغبه فى الوداع
فلقد ودعت الجدران منذ زمن
ودفعت مقدماً اغلى ثمن
ارث وذكرى وجرح والم
لم يبقى لى سوى حبيبى
ومعه اجمل حلم وامل
وداعاً يا رحيلى
فاإلى من احب مبتغاى وسبيلى
بين عينيه سكنى
وعنوانه نقش فوق جبينى
ولغير سواه لن يكون حنينى
وداعاً يا رحيل رحيلى