يطول الانتظار بنا
يطول
ويطول
ويطول
ولا يتبقى سوى حشرجة
تسمع صداها في الأعماق وهي تتكيء
على جدران التعب
صوت أسمعه هناك
حفيف يتناغم على أوتار الوله
كل الصمت ينادي ذلك الدفيء الحزين
يتحين لقاءاً يجمعه به
سيدي
ما زلت أناجيك
أبعثر حروفي على شطآن الود الجامح
أنتظر موجةً تحملها إليك
موجةً تخترق مسافات الرحيل المرة
لتحط في أعماقك
أما زلتَ تشعر بي
تفتقدني
تتنفس عطري
أم أن الغروب قد غطى كل المساحات
فتاهت رائحة العطر وسط كوم العتب
شهور تمضي
تتبعها السنون
تذوب الساعات على أعتاب الحنين
كل المعاني
ذلك الهمس الدافيء
تلك النظرات
ذلك الخفق
تكــ
تكــ
أتنصت إليها
حزينة هي
تنزف جراحها
غبي أنت حين ظننتها تبتسم
غبي أنت حين تجاهلتها
غبي أنت حين رسمت جسراً
يأخذك إلى عتبات الوداع
كم أتألم
أميري
كم كرهت كبرياءك
كما كرهته أنت
كبرياء غرس سهامة في الأعماق
كبرياء أدمى كل المشاعر
وأذابها على أعتابه
ما زال مطر الذكريات يهطل على مساحاتي
يغرقني
يدفنني وسط إحساسٍ قديم
يخنقني
يحبس أنفاسي
يسافر في شراييني
ويمتزج بدمي
سيدي
عذراً
كل شيءٍ بداخلي ما زال ينادي بصمت
يصرخ بصمت
ويهرول نحوك بصمت
لا صوت هناك
سوى ضجيج التعب
ما زلت أستمع لصوت لهاث العقرب
وهو يجتث خطواته
يسافر بي بعيداً
بعيداً
بعيداً
نحو حاضرٍ لا يجمعني بك
كل الصور
طبق الحلم المحلى بالأمل
تلك الساعات المحلقة
أبت أن تنتشلني من حطامي
فما زلت أتنفس رائحة لقائي بك
وأتحين موجةً تغرقني وسط
أحضانك الدافئة